أهم الاخباراسليدرالتقارير والتحقيقاتمنوعات ومجتمع
مصريات ينتجن الجمال من القمامة في “حي الزبالين” بالقاهرة
بقلم / أحمد سمير
بينما يحاول المارة تجنب الرائحة الكريهة لأطنان القمامة المتراكمة في المنطقة المعروفة بـ “حي الزبالين” في منطقة “منشأة ناصر” بالقاهرة، تقوم سيدات بالعمل داخل ورش لإعادة تدوير هذه المخلفات إلى منتجات جميلة تدر دخلا لهن.
واحدة من هؤلاء هي المصرية نجاة (37 عاما) التي تعمل منذ 22 عاما في قسم “تدوير الورق” بالورش التابعة لمؤسسة “حماية البيئة والتنمية المستدامة” في حي الزبالين.
وتقول نجاة وهي تشير إلى منتجات فائقة الجمال، ان السيدات يعرفن كيف يعملن “من الفسيخ شربات” وهي عبارة تستخدم كمثل شعبي دارج بين المصريين يشير الى قدرة البعض على الابداع بأقل الامكانات المتاحة.
وأضافت نجاة، وهي أم لأربعة أطفال، “نحصل على مخلفات الأوراق من المدارس والجامعات والسفارات ونصنع منها حقائب ورقية وكراسات وكروتا ملونة” وتعمل نجاة لمدة ست ساعات يوميا في ورش إعادة التدوير، من أجل الانفاق على تعليم أطفالها وتلبية احتياجات أسرتها.
وتتعاون مؤسسة “حماية البيئة والتنمية المستدامة” مع جامعي القمامة غير الرسميين في “حي الزبالين”، وتركز على تدوير المخلفات، وذلك من أجل مساعدة قاطني الحي في إعادة تدوير القمامة وزيادة الدخل.
وعلى الرغم من أن القاهرة يقطنها حوالي 20 مليون شخص، إلا أن جامعي القمامة في حي الزبالين يجمعون حوالي 40% من مخلفات العاصمة، حسب الموقع الرسمي للمؤسسة.
ولا يقتصر حي الزبالين على جمع المخلفات فقط لكنه يعمل أيضا على تدوير 80% منها.
وعند التجول في ورش مؤسسة “حماية البيئة”، تجد غرفا متعددة مخصصة لصناعة النسيج والحياكة وأعمال القص واللصق وتدوير العبوات، ما أسهم في اكتساب النساء العاملات مهارات التدوير، وإنتاج أعمال جميلة ومرتفعة القيمة.
قالت سحر (28 عاما)، ” لقد جئت إلى القاهرة من قرية تقع في صعيد مصر، حيث أغلبية السيدات يجلسن في المنزل لرعاية الأبناء، لكني أردت أن أعمل وأرى العالم وأساعد زوجي في تحسين الدخل”.
وتعمل حوالي 100 سيدة داخل هذه الورش في حي الزبالين، في حين تعمل 200 سيدة أخرى في منازلهن لصالح الورش، وذلك بعد أن تلقين تدريبا على القراءة والكتابة والرسم وكيفية تصميم نماذج الإكسسوارات من القمامة وتحويلها إلى منتجات صالحة للاستخدام.
بدأت نوال (16 عاما) العمل على نول السجاد من القصاصات القديمة فقط بعد 15 يوما من التدريب الذي قد يأخذ من غيرها نحو ثلاثة أشهر، وأن المؤسسة سوف تعطيها “نولا” في البيت، وتنوي أن تستخدمه مع العائلة لزيادة الإنتاج.
ويقوم الالاف من الرجال صباح كل يوم بدق أبواب الشقق في القاهرة لجمع القمامة، بينما تقوم سيدات “حي الزبالين” بعد ذلك بعملية الفرز استعدادا لعملية التدوير، حيث تتم عملية الفرز الزجاجات والبلاستيك وفضلات الأكل و قصاصات الأقمشة.
يتم عرض المنتجات في كل مكان، في المدارس والجامعات والشركات الكبيرة، وتوفر المؤسسة الخدمات التعليمية والصحية والتدريبية للآلاف من قاطني المنطقة، وتعمل بها 20 متطوعة على الأقل، ويتم تدريب السيدات في الورش على تصميمات جديدة من الطراز المصري القديم المحبب إلى الأجانب.